Subscribe to:
Post Comments (Atom)
لم اعتد ان اكتب بلون المراثي، لون الليالي الحزينة ولم احمل قلما متشحاً بالسواد حزنا على رحيل السنونو ولكن حين جف حداد جليل وسكت قلمه ومات الكلام فيه، تصارعت في ذهني صور لعلها الاجمل في حياتي.
لا استطيع ان اجعل اطاراً لذكرياتي من غيمة الاديب زيد الشهيد الزاوية ولا سمفونية شيركو بيكه س من مطر الحب المنهمرة، او موسيقى صديقي عبدالرحمن طهمازي (اذا كان يتذكرني), لا اريد ان اكتب عن العزلة المفروضة على جليل في كركوك الباكية ابداً، جليل آثر ان يعيش حياته مع شخوص رواياته، حيث كان ملتصقا بالخيال الى حد الطموح، يرى في الحلم الحرية الوحيدة للانسان.
في نهاية خمسينيات القرن الماضي، أسست جماعة من ادباء كركوك تضم فرسان الموجة الجديدة المعروفة بموجة كركوك أوالموجة الثالثة، فرقة شباب الطليعة بقيادة مؤيد الراوي، كانت الجماعة تلتقي في كازينو الجيهة، وكنت تسمع صخبهم ونقاشاتهم ونتاجاتهم، انور الغساني يحمل بيده اليمنى قراءة شعرية، وبيده اليسرى لوحة لم تكتمل، فاضل العزاوي المبدع دوما غارق في متاهات رامبو وبودلير، يوسف الحيدري في نقاش حاد مع محي الدين زنكنه حول مكسيم غوركي، مؤيد الراوي اللاصق بكسل تشيخوف، والعجوز المراهق جان دمو في عراك مع سركون بولص بلغة لايفهمها احد وبعيداً عن الصخب ينزوي جليل القيسي في ركن لا يهمه صهيل المارة (كما يقول) ويبرز امامه بين فترة واخرى كاكه مه م بوتاني يحمل راية مهترئة بكلمات شيخ رضا طالباني وشدة فاضل العزاوي صديقه، ولم نكن نعرف بأي لغة يتفاهمون.
دعت جماعة كركوك اصحاب المواهب التمثيلية، فذهبت (متوسلاً)، وفوجئت بان الهاديء جليل القيسي هو الذي يختبرنا، شعرت برهبة وجاء دوري، فنقلني من مسرحية الى اخرى، وفي قراءة ليوليوس قيصر، عانقني جليل فكان بداية لصداقتنا.. كانت باكورة اعمالنا رأس الشليلة ليوسف العاني، ثم توالت مسرحيات عالمية، وكان مخرجوها مؤيد الراوي وجليل القيسي.. جليل طموحه لايقف عند حد وخياله يعلو ناطحات السحاب في امريكا، كان يعشق شموخ قلعة كركوك.. كان مغرماً بالافلام الامريكية والمطربين الامريكان.. حمل لي يوماً قصاصة ورق فيها اغنية للمطربة (دوريس داي) كان معجباً بها وتقول الاغنية:
when I was just a little boy I asked my mother what will I be..
.........الخ.
أي حين كنت صغيرةً سألت امي ماذا اكون فقالت امي ليحصل ما يحصل.. اي نحو القدر كنا نشاهد فلم مارلون براندو(عربة اسمها اللذة) للمخرج ايليا كازان، فسحر جليل بهما كثيراً، ثم سحر بالممثل يول برينر في فلم (الملك وانا).
كان دائم الحلم ان يكون في هوليوود و..فجاة يختفي جليل، لقد شد الرحال الى امريكا، حلمه في رحلة سندبادية يعمل تارة في باخرة وتارة في مخابز او مطاعم بسيطة، والمهم ان يصل الى امريكا.. نيويورك وناطحات السحاب في حي هارلم موطن الزنوج المحرم على الغرباء انذاك، يهجم عليه عدد من الزنوج، يحمل بعضهم عصاً غليظة، نهبوه كل مايملك حتى قمصلته ورموه قرب القمامات يرتعد برداً او جوعاً وربما ندماً.. يصور هذه الاحداث في كتابه (مدينة مدججة بالسكاكين) ولا ادري لم اختار شيكاغو مسرحا لقصته.. وصل الى هوليوود كان عجزه اللغوي سبباً في فشله) عمل في عدة بيوت لممثلين كان الممثل (ميكي روني) اكثرهم عطفاً عليه، عاد الى العراق (لا ادري هل تبدد حلمه ام ان الحس الفني لم يصمد امام حسه الادبي)، كان يتفاعل مع الارهاصات الداخلية لشخوصه.. قرأ لي مسرحية حول نيجنسكي راقص البالية الشهير، فغطى جميع عوراته التي لحسها استاذه الشاذ يستر عورته بورق توت ارجواني، مكثت اراه يرقص في بحيرة البجع ومتمايلا مع انغام جايكوفسكي، كم كانت ليلة لذيذة، كان جليل متعمقا جداً تراه يسبر غور رامبو الذي لوكته الشوائب مع بودلير، او فيرلين وما حصل في زورق يقول انا يهمني مايقوله رامبو، مع ذلك في السنوات الاخيرة حين كنت اشبه شيركو برامبو، كان يقول ان شيركو اعظم من رامبو، كنت لا افهم كليهما.
بدأت هجرة جماعة كركوك الى بغداد واحداً بعد الاخر (فسكن مؤيد الراوي وانور الغساني وفاضل العزاوي في غرفة تشرف على شارع ابي نؤاس).
كان الادباء في بغداد يجلسون في مقهى هوبي (اول شارع فرعي يربط شارع السعدون بابي نؤاس) تجدّد الصراع الادبي في هذا المقهى الصاخب الذي كان يضم الهادئ عبدالرحمن طهمازي والصاخبين شريف الربيعي وجليل حيدر الفيلي ويأتي المرحوم خالد حبيب الراوي فيتلو ما كتبه ويعود باكياً من انتقاد مؤيد الراوي والانيق عبدالرحمن الربيعي لم يسلم من انتقادات جماعة كركوك انذاك، فصمد وكان رأي جليل القيسي ان عبدالرحمن سيصل، اما هؤلاء فلا عاد جليل الى كركوك ورغبته ففي العزلة وكان اتصالنا دائمياً حيث كنت اتردد دوماً الى مدينتي وأهلي في كركوك.
عرض فلم المحكمة قصة فرانز كافكا، فشاهدناه مرة واحدة الا جليلاً، فقد حضر عرض الفلم اكثر من مرة، فسأله مؤيد الراوي الا يكفيك مرة واحدة؟ فكان جوابه اني اريد ان افهم الفلم، وقلت له ان طه حسين مات ولم يفهم (المحكمة).
مرة عاتبت الصديق فاضل كلو العزاوي عند جليل وقلت، بان فاضل يوحي بان هوية كركوك تركمانية، فقال جليل اسأله ليعد عشرة اصدقاء من التركمان الادباء اذ كان يعرفهم فساترك الادب.
--------------------------------------------------------------------------------------------------------------
عزلة زمن جسد منعزل
الى: جليل القيسي اخيرا
قد وجدت َ لضوئك مرفأ
لكن ملاذ الأرض..؟!
الصباح ظاهرة برتقالية تتشظى
والسوق سماء مبقعة بأحذية
لامعة
وأحزان ممغنطة..
تحت جسر يربط المسرات
بالعويل
قرب نزف نهر رفيع
كسعادتي
أملصت الأرض..!
ـ دهشة في مثانة الحياة ـ
أنا
والموت نتناوب في الخلق
أمس قرفص (الارانجي) على عتبة
العدم
مدججا ب(أمم من الفرح)
سكرات الخوف تبدي له المسامير
حليقة الرؤوس كأناس مدينته
شحذ قلبه
سمى نفسه: أنا الألم فإلي بالانسان..
وطار..
على صدره
كان (نجنسكي) يرسم رقصة الخلود
بقدميه
وخلف ستار من نور مظلم
عَمًدَ (جيفارا)
أغواه الحفل بالدغدغة
بعيدا.. أسقط روحه
تاركا (ارانجا)ه
تتسكع بين شظايا الورود..
حينها
عَلًقَت الأشياء ضحكتها على قامة
الكوارث
وأزقة ضيقة تجنحت ضجرا..
فقط
كان المطر يبكي في غرفته
كنافذة..
عدنان عادل
28.07.2006
B ruxelles
طيران
أدجج أطرافي بريش
التسكع
أنثى السحابة
تغريني
كي أطير..!
هاهو ذا يسير بمحاذاة
الجثث
أما أنا
أتلصص في مساءات البيوت
لأسرق حياة
وأطير..!
بطائرتي الورقية
ألامس أطراف السحابة
وحين يدب النعاس في مدينتي
أربط الخيط بسريري
معا
أنا..
أنت..
والوطن اللاهث..
نطير..!
بعد أن انتهى النهار
من قرضي
قادني ظلي إلى واد متوج
بجثة وجرادة
أسأل عن مدينة بكماء
وعن أنوثة افترستها
خفافيش الظهيرة:
ــ من منكم يحمل قلبا زائدا
يعيره للحياة ونطير..؟!
أقطف الشتاءات
وأبذرها
أداعب الأشجار
وأضاجعها
لأزرع في الأرحام وليدا
يركل الأرض
يرحل في أصياف الذاكرة
وفى خريف مستاء جدا
يلملم أطرافه ويطير..!
أبحث عن ساق
أسند وجع العالم
وعن سكر
يعتليني صهوة المدينة
وحين أبحث عن ريش
تزحف دودة القلق نحوى
بينما الطيران
أصبح ظاهرة مؤجلة...!!
عدنان عادل -
adnanadil1971@yahoo.com
_________________________________________________________
فاروق صبري
farouk1952@hotmail.com
الحوار المتمدن - العدد: 1596 - 2006 / 6 / 29
سيادة رئيس الجمهورية العراقية جلال الطالباني.....
أتفهم مشاغلك ولكن ربما تتفهم أنت أيضاً هاجسي ووجعي وحلمي الكامن في سطور دعوتي هذه التي اقدمها لك وقبل بسط هذه الدعوة والتي أطلقها عبر موقع كيكا واضعاً اياها أمامك وأمام المنابر الاعلامية والواجهات السياسية ، أقول لك أنني سمعتك وأنت تؤدي قسم انتخابك رئيساً وتقول فيه بما معناه :بانك تحافظ على وحدة واستقلال وسلامة ثروة العراق ووووو ، والمؤكد أن ما أدعوك اليه يا سيادة الرئيس! يتماهى ولأقل بصوت عالي يتداخل مع"سلامة الثروة العراقية" لانه يخص ثروة معرفية فريدة في عمقها وكبريائها وضرورتها والتي تتمثل في ابن "المدينة الضوئية" كركوك القاص والكاتب المبدع جليل القيسي وما آل اليه وضعه الصحي وها هو الأن ينقاد إلى مستشفيات تركية والخوف أن يترك هناك وحيداً دون اهتمام فعّال لصحته ولظروفه ولظروف أهله وهذا ما يسئ لتاريخ من كبرياء وابداع سجله القيسي في حياتنا ، فهو لم يلن لإغراءات وتهديدات سلطة أقذر طاغية وفي نفس الوقت أنجز نصوصاً أدبية لا تنطفئ كما أضواء بابا كركر وعميقة وأصيلة مثل شموخ وجمالية قلعة كركوك ، فهل ترضون أن تنطفئ في الغربة أضواء مدينة "أرنجا" السرمدية وهل تقبلون أن تتساقط صخور وأثار وتواريخ وبيوت وحيوات قلعتها بعدما لم تستطع أحقاد وبلدوزرات الطاغية من هدمها!!؟
سيادة الرئيس!!!
هل يعقل أن يهمل المبدعون الذين لم تنحن قاماتهم وابداعاتهم زمن الطغيان والحصار أو يرتقي الاهتمام بهم خارج حدود (مكرمة الرئيس) السيئة الصيت والقصد!!؟
مطلوب منك أن لا تدع المبدع جليل القيسي وحيداً في مستشفيات تركيا ، لابد من تشكيل لجنة طبية وحكومية عراقية من متابعة أوضاع القيسي الصحية والعائلية ولابد من نقله إلى أفضل المستشفيات في العالم .
انه ابن "مملكة الانعاكاسات الضوئية"..
انه ابن مدينة "سمفونية اللغات"
انه ابن كركوك
ابن المعرفة العراقية الاصيلة
انقذوه من الانطفاء.....
2006 الثلائاء 1 أغسطس |
نصرت مردان |
عندما أقبلت مع الشاعرين حمزة حمامجي وإسماعيل إبراهيم اللذين كانا قد اعتادا زيارتك، نطرق بابك في مساء تشريني عام 1969، كنت على مقاعد الدراسة الثانوية، أكتب في اليوم الواحد أكثر من قصة في دفتري الخاص. كنت في تلك السن المبكرة من حياتي مهووسا بالقصة، وكنت أتابع كل ما ينشر لك في المجلات العراقية واللبنانية.
في ذلك المساء كنت أحمل دفتري العتيد بعد ان نصحني حمزة بذلك. رحبت بنا بوجه بشوش مثل معلم طيب القلب يقابل تلاميذه.تحدثت إلينا بمودة ودفء. بعد فترة غادرت الغرفة ثم عدت إليها وأنت تحمل صينية عليها أكواب نسكافي بالحليب، ولم أكن قد تذوقته من قبل. لم يكن اسمي غريبا على مسامعك فقد كنت قد نشرت بعض المحاولات القصصية التي لم تنضج هنا وهناك. مددت إليك دفتري باستحياء بعد إلحاح من زميلي العزيزين، وكانت معظم القصص فيها قصيرة لا تتجاوز الصفحتين أو ثلاث صفحات. انشغلت فترة بقراءة نصين أو ثلاث أتناء الجلسة ثم رفعت عينيك محدقا وقلت بحزم:
ـ هذه ليست قصص.. وإنما خواطر وتعبيرات إنشائية!
وقع رأيك علي كالصاعقة. كيف أكون صفرا على الشمال في القصة التي أقدسها وأكتبها بكل جوارحي، واقضي ساعات طويلة من يومي بعيدا عن العالم الخارجي متنزها في عوالم القصة والرواية لكتاب عظام. قلت لك كنوع من الاحتجاج على رأيك الحازم:
ـ لكن جميع الذين يطلعون على هذه القصص من زملائي يبدون إعجابهم بها.
وهنا قلت لي كلاما كالحكمة لا يقوله إلا كاهن:
ـ ذلك لأنهم أقل موهبة وثقافة منك!
ثم بدأت وبكل تواضع تقرأ لنا آخر ما كتبت قصة (اكس ديوس ماشينا). استمعت إليك بانبهار حقيقي، وأثارني تواضعك الجم معنا، ومعاملتك الودية والجدية لنا، وكأننا كتاب ولسنا مراهقين، نحبو في عالم الأدب.
غادرنا بيتك وبدأ صديقاي يهونان من وقع رأيك علي، بعد ان لاحظا تأثري الشديد بما قلت. كانت الأيام المقبلة لي أيام نقد ذاتي قاسي لما اكتب. قرأت ماكان يحويه دفتري من نصوص مثنى وثلاث ورباع. أحسست فعلا انها اقرب إلى خواطر مبثوثة هنا وهناك، يعوزها العمق والبناء القصصي المحبوك. كان رأيك القاسي حافزا كبيرا لي لكي أبدء من جديد، بداية حقيقية تعتمد على المطالعات النوعية المعمقة، واستخلاص روح القصة الحقيقية من النصوص القصصية.
لم يكن قد مضى وقت طويل على لقائنا الأول، كتبت قصة تختلف تماما عن كل ما كتبت عنوانها (والى النهر يعود الإنسان)، بعثتها إليك مع صديق. لم يردني أية ملاحظات منك كما كنت آمل. ولأنني كنت مصمما أن استمع إلى رأيك النهائي، فقد زرتك في مساء آخر بمفردي. قابلتني بنفس الود والوجه البشوش. كنت إنسانا ودودا ورائعا ومبدعا لم يعرف الغرور والتكبر طريقه إلى سلوكك الراقي مع الآخرين. وقد ظللت تحتضن جميع من مروا على بابك من هواة الأدب في كركوك وما أكثرهم.. ليقرأوا في حضورك، وكنت تتحملهم بصبر أيوبي. لم تكن تجامل أحدا منهم على حساب الإبداع، فالقصة كانت عالمك الذي لا يجوز فيه المجاملة على الإطلاق.
وجدتك تقول لي:
ـ قرأت قصتك الأخيرة كانت رائعة.. ودعني أعلن لك عن استغرابي ودهشتي لقدرتك على تطوير نفسك خلال هذه الفترة القصيرة.. لقد كتبت رائي حولها في صفحة كاملة وأعطيتها لصديقك الذي حمل القصة لي على أمل إيصالها إليك.
عندما ذكرت لك بأنني لم استلمها ابتسمت ابتسامة لها مغزى وقلت:
ـ آه.. انها الغيرة!
خلال سنوات دراستي في تركيا، تبادلنا الرسائل. أجريت معك لقاءا وترجمت قصتك (اكس ديوس ماشينا) إلى اللغة التركية، وقد نشرت في مجلة (وارليق ـ الوجود) التي كانت تعتبر أهم المجلات الأدبية آنذاك وأطولها عمرا، وتخصص بعض صفحاتها للتعريف بالأدب الأجنبي ونصوصه، ولا تزال مستمرة في الصدور. وقد بعثت نسخة من المجلة إليك. بعد سنوات التقيت مع يشار نابي رئيس تحرير المجلة المذكورة، في مؤتمر المجمع اللغوي التركي بأنقرة عام 1977، والذي استضاف عددا كبيرا من الوجوه الثقافية. بعد عرفت نفسي لرئيس التحرير، قال: آه.. تذكرتك! ما أخبار صاحبك جليل القيسي كاتب القصة الجميلة (اكس ديوس ماشينا)؟
لقد تذكرك يشار نابي رغم عمره المتقدم وتذكر قصتك، وكنت لحظتها قطعا في صومعتك تستمع إلى ـ كانتات ـ باخ العظيم، ليظل حلمك في وهجه، وعزلتك محفوفة بالأميرات وفتيات مجدولات بالضوء.. ولا اخفي عليك وكما قلت لك في أحد لقاءاتنا بكركوك فيما بعد، بأنني شعرت باعتزاز بالغ لتذكر يشار نابي لقصتك واسمك، وكأنه يتذكرني أنا، ويثني على قصة من قصصي أنا .
أثناء زيارتي لكركوك في العطلة الصيفية، كنت أزورك دائما في دائرة المنتوجات النفطية التابعة لشركة نفط الشمال. في كل زيارة، كنت أجدك في غرفة جديدة. في مرة وجدتك في غرفة صغيرة ملاصقة لغرفة المدير تحت سلم يؤدي إلى طابق أعلى. كنت متذمرا ومنفعلا وأنت تقول لي:
ـ تصور ان المدير الغبي يثيره ويزعجه أن أطالع كتابا في الساعات التي تخفت فيها وتيرة العمل..لقد خصص لي هذه الغرفة لأكون قريبا مني، ليطل بين لحظة وأخرى علي بحجج واهية ليتأكد هل أطبق تعليماته أو ليداهمني بالجرم المشهود وأنا أطالع كتابا أثناء الدوام الرسمي!
في مساء ما دعوتني مع الأخ محمد إسماعيل، الذي غادر العراق في فترة مبكرة، إلى منزلك كان مساءا بهيجا وجميلا. طلبت مني أن اغني لك أغنية تركية، فغنيت لك وسط آهات التشجيع أغنية (بو آقشام دولاشتيم بوتون ميخانه لريني استانبولون ـ في هذا المساء تجولت كل حانات استانبول).
في مساء آخر كنا في شقة الأخ محمد إسماعيل مع مجموعة من أدباء كركوك، دار حديث حام عن المبدعين الكبار أمثال: غوغول، ديستوفسكي، همنغواي وجون شتاينبك. انبريت تتحدث عن شتاينبك بإعجاب مؤكدا ان أعماله كعناقيد الغضب والبشر والفئران هي أعمال خالدة. هنا لم يتحمل احد الجالسين تقييمك لشتاينبك وصرخ بانفعال:
ـ كيف تثني على كاتب عنصري، أيد حرب ابادة الشعب الفيتنامي؟!
تكهرب الجو وترك صاحبنا الشقة محتجا. كنا جميعا إلى جانبك في ضرورة عدم الخلط بين إبداع الكاتب وفكره السياسي. فليس من معنى للإشادة دائما وفي كل الأحوال بكاتب او شاعر لمجرد انه ينتمي إلى جهة سياسية نتعاطف معها، وبالضد أن نستنزل اللعنات على كاتب رغم إبداعه، لمجرد ان ليس على نفس الخط السياسي الذي نؤيده، فالنص أولا وأخيرا هو الحكم على إبداع الكاتب والشاعر، وليس انتماءه السياسي.
تجلى وفاؤك في زيارة بيتنا في غرفة خلال سنوات دراستي والسؤال عن أخباري، واستعارتك بعض الكتب من مكتبتي. وكان لرواية (البؤساء) بترجمتها الكاملة المؤلفة من ثلاثة أجزاء حظا أوفر في الاستعارة. كنت تعود إلى طلبها مني فيما بعد، لأنك كما قلت كنت تكتشف عند كل قراءة عوالم جديدة فيها.
لم يخلق حبك للعزلة من اجل الإبداع ومواصلة فعل الكتابة، ميلا عندك للنفور من البشر كما قد يعتقد البعض، بل كنت ودودا وطيب القلب حتى مع العامة التي كنت تلتقي بهم إثناء تجوالك في شوارع كركوك، تبادلهم التحايا باعذب العبارات. وعلى العموم كنت متحدثا لبقا، تمتاز بالحضور الدافيء
خلال أية جلسة. في جلسة من هذه الجلسات التي اقتصرت علينا نحن الاثنين تحدثت بمودة عن لقائك بعد سنوات في كركوك مع الشاعر سركون بولص الذي زارك في بيتك وحدثتني متذمرا كيف ان سكرة جان دمو أفسد عليك حلاوة اللقاء مع صديق عمرك. وذكرت لي انك أعطيته بعض النصوص الشعرية للشاعرين حمزة حمامجي وإسماعيل إبراهيم، اللذين رغم موهبتيهما الملفتة للنظر، والتي يعرفها عنهما معظم أدباء كركوك، لكنهما ظلا بعيدين عن أي اهتمام بهما وبنتاجاتهما، طالبا من سركون بولص العمل على نشر تلك النصوص في بعض المجلات التي تصدر خارج العراق. لم تكن تألوا جهدا للوقوف إلى جانب أصحاب المواهب الحقيقية، التي كنت تمهد أمامها الطريق، بنقدك غير المجامل للارتقاء بها إلى مستوى النضج.
كنت تشعر بالمرارة من موقف بعض من لجاؤا إليك وطرقوا بابك، مغدقين عليك المديح والإطراء، وهو موقف اقل ما يقال عنه انه موقف غير ودي، يهدف للتقليل من شأنك واحاطة محمود الجنداري بهالة من التقديس وتسويقه في جلساتهم المسائية في نادي الفنانين بكركوك كمنافس لك. وكان الجنداري قد انتقل للإقامة في كركوك بهدف الحصول على 10 آلاف دينار وقطعة ارض وقرض مصرفي لبناء دار سكنية، وهي امتيازات خصصها النظام السابق للوافدين إلى كركوك من المحافظات الأخرى، ضمن حملة تعريب مدينة كركوك. ولم ألتق به إلا مرتين، الأولى عند وجودي في النادي مع مجموعة من الأصدقاء، حيث اقترب مني شقيقي الذي كان يشرف على إدارة النادي، قائلا ان الجنداري يود التعرف عليك، ثم أقبل أحد الأصدقاء من الذين كانوا معه على نفس المائدة مجددا رغبة الجنداري. تعرفت عليه وتحدثنا عن القصص المنشورة في العدد الخاص بالقصة العراقية لمجلة الأقلام. لم اطل الجلوس معه، تحدثنا عن الأدب التركي، وقال انه سمع بالروائي التركي يشار كمال، ولم يقرأ له شيئا، فقلت ان لدي نسخة من روايته (اينجه ممد ـ محمد النحيل)، وسأبعثها له من اربيل (مكان عملي).
بعد مدة زرت كركوك، والتقيت كالعادة بأصدقائي في نادي الفنانين، وجلست معهم على مائدة مزدحمة. رأيت الجنداري يجلس منزويا مع شخص آخر..اقتربت منه محييا، فإذا به يقابلني بوجه عابس قائلا:
ـ العفو عندي خطار (ضيف)!
قلت له:
ـ لم آت للجلوس معك فمعي دائما والحمدلله (جوكة) من الأصدقاء والأحباء..وددت فقط سؤالك فيما إذا كنت قد استلمت رواية يشار كمال التي بعثتها إليك مع صديق أم لا؟ عمت مساء!
في هذه اللحظة تذكرتك، وعلمت مرة أخرى كم كنت متواضعا وأصيلا مع كل محب للأدب يطرق باب صومعتك!
أقول الحق لم أجدك يوما تتحدث عن كاتب بسوء، ولم أجدك يوما تستجدي أحدا (حاشاك) ان يكتب عن عمل من أعمالك كما كان يفعل ذلك غيرك. حاولت عدة مرات أن نلتقي معا في نادي الفنانين، وكنت في كل مرة تسألني: هل هم هناك؟ وكانوا دائما هناك..كنت لا تفضل أن لاتراهم بل كنت تفضل البقاء في صومعتك لتتأمل لوحة (جسر كورييفوا) لجورج بيسارو ولوحة بوشيه عن الإله (زيوس).
اضطررت إلى مغادرة العراق دون ان أودعك لكنك كعادتك كنت تسأل شقيقي عن أخباري، وكم تأثرت عندما نقل لي مرة أثناء حضورك احتفالية الشاعر قحطان الهرمزي انك قلت له " لو ان نصرت لم يسافر إلى تركيا ولم يتغرب لسنوات، وواصل نشر أعماله هنا، لكان له شان آخر في القصة العراقية ".
كان هذا أعظم إطراء في حياتي الأدبية الخالية من الثناء والمديح، واعتبرته وساما اعتز به طوال عمري لأنه ممنوح لي من أمير وسيد القصة العربية، وهذا يكفيني.
عندما قرأت قبل فترة في (إيلاف) خبر معالجتك في أنقرة، خابرت معارفي هناك للاطمئنان عليك باعتبارك قيمة حضارية وإنسانية وإبداعية، لكنني لم أتلق منهم أي رد.
في قصة (فتاة مجدولة بالضوء) تبدو وكأنك تتحدث عن حياتك اليومية بعد التقاعد "..منذ إحالتي على التقاعد قبل زهاء أربع سنوات، وأنا أعيش في بيت صغير في حارة تقع في ظاهر المدينة..بيت فيه ثلاث غرف، وصالون، وأشغل في هذا البيت الصامت صمت الدير أكبر الغرف، وأعيش عزلة صماء، أقرأ، وأكتب، وأدون أحلامي، واستمع إلى الموسيقى، وأتذكر أصدقاء أعزاء، وصديقات كنت أحبهن ذات يوم..".
يقول كازنتزاكي " حياتنا ومضة سريعة لكنها كافية ".. لقد عشت كمثقف راق، مترفعا عن صغائر الحياة وتفاهة تفهائها، لم تبع قلمك كالآخرين في المهرجانات الرسمية ومسابقات قصص حرب قادسية صدام، عشت في هذه الدنيا وسط الخراب والدمار في زمن النظام السابق وبعده في زمن عصيب، مرتبطا ومحبا للحياة التي يحتاج حبها إلى شجاعة كبيرة. عشت في هذه الدنيا، وخلقت فيها صومعتك وديرك. ماذا كنت ستجد في الخارج غير الثرثرة والنفاق والتقارير السرية والموت اليومي المجاني.
عشت صامتا عن صغائر الحياة، ألست أنت القائل (الصمت يحتاج إلى موهبة كبيرة)؟
عشت متطلعا نحو نيران باباكركر أقدم فنار في التاريخ لإرشاد الضائعين إلى كركوك.
ظللت متطلعا إلى السلام وسكينة الروح، لذلك فلم يكن غريبا ان يستضيفك في بابل (مملكة الانعكاسات الضوئية) كبير الآلهة مردوخ، وان يقول لك الإله شازو:
ـ يا ضيفنا المحترم جليل القيسي عند الفجر سيكون أول لقاء لك مع هيراقلطيس..
ولم تجد إلا أن تقول له بلهفة:
ـ هل عم السلام العالم؟
______________________
|
المدن لاتنسى مبدعيها كركوك تحتفي بجليل القيسي نصرت مردان جنيف شيء طبيعي أن يعشق كاتب أو شاعر مدينته ، وأن يقيم لها ولائم وطقوسا سومرية في أعماقه احتفاءا بها. ومثل هذه الطقوس تكون بدون شك أكثر بهاءا وإشراقا حينما تكون تلك المدينة ، كركوك ،مدينة النار والنور والأساطير والملاحم ، المدينة التي تعالت دائما مثلما تتعالى اليوم على جراحاتها عبر تاريخها لتحتفظ بطابعها الذي لا يتشابه مع أي مدينة عراقية . . ولعتزف سمفونيتها الخالدة التي تعزف على كل الأوتار والمقامات . لتظل تحتفظ بخصوصيتها الفريدة وأسرارها الباطنية التي لا يعرفها إلا من عاش في كنفها مغازلا النجوم في سمائها القرميدية التي تحمل لهيب ( بابا كوركور) تلك النيران الخالدة ، التي ظلت تحمل النور منذ عشرات القرون ، والتي لم يستطع الطغاة والمحتلين التي توالوا على هذه المدينة الخالدة عبر تاريخها الصمود أمامها . ولى الطغاة وبقيت ( باباكوركور ) حارسة للحياة والبهاء في هذه المدينة. ان العلاقة بين كركوك وأبنائها من الكتاب والشعراء تتجاوز بأميال وفراسخ تلك العلاقة الحميمة بين أي مدينة عراقية وكتابها . فارتباط الكتاب والمبدعين الكركوكيين ، ارتباط من نوع آخر . نوع غير مألوف من الحب والوله والهوس . وبطبيعة الحال حجم هذه العلاقة يختلف إذا كان المبدع هو من طراز القاص المبدع جليل القيسي ، الذي أبى إلا أن يبقي حبله السري متواصلا ومرتبطا بمدينته منذ عقود . حيث لا وهن ،ولا شكوى ، ولا تذمر . رغم مامرت وتمر به المدينة من آلام ومصاعب وويلات وتطاحن وتناحر ومحاولات الاستحواذ عليها لتنفيذ أجندات سياسية معينة. جليل القيسي الذي يقول في احد لقاءاته : " اجل، أنا ابن كركوك. ولدت و كبرت، و عملت، وبصبر رواقي سقراطي . كتبت في هذه المدينة الناعسة الناعمة. لا يستطيع ان يفهم هذه المدينة الرائعة إلا الكركوكي الحقيقي، لأن المدينة مثل آلة كمان الغريب عنها يمتلك العزف على وتر واحد فيها حسب، بينما الابن الحقيقي لها يعزف بتلقائية على أوتارها كلها و يخرج لحناً هارمونياً جميلاً… لقد أحببت، و مازلت، و سأبقى أحب بهوس مدينة كركوك. أحب كرده، تركمانه، اثورييوه، أرمنه، و صابئته. . عندما تعشق مدينتك عشقاً حقيقياً تفرق بسرعة آهة فيها عن آهة أخرى. ان زفرة حب مدينة كركوك تكون مثل النار. . كركوك مدينة سيمفونية من اللغات. . إنني منذ صغري أحببت كركوك و بقلبي بالفطرة عرفت شرائع هذه المدينة. . و لأن العقل مطواع قابل الميل إلى كل اتجاه، لذلك يدفعه كل شيء إلى الخطأ. . أما قلبي مع كركوك فلم ولن يخطئ معي. . أنا و كركوك (كحبتين من قشرة لوزة). . المجد لكركوك و لكل قومياته، و أطيافه " ان حب القيسي لمدينته الأثيرة كركوك ، لا يقف حائلا أمام عشقه وهوسه بالوطن وتراث أجداده من السومريين والبابليين والأكديين والآشوريين ، والاحتفاظ في أعمق نقطة من ذاكرته بتفاصيل ملحمة كلكامش ، التي لا يفتأ يذكرها بالتبجيل في معظم لقاءاته ، كنقطة مضيئة ومتوهجة في تاريخ العراق الإنساني والحضاري. لقد اهتم جليل القيسي قاصا وإنسانا بمملكته ( مملكة الانعكاسات الضوئية) ، حيث جعل كركوك مزارا للعباقرة من أحبائه ، فهي المدينة التي زارها ديستوفسكي ، وحل ضيفا على القيسي في إحدى أمسيات كركوك . كان جميلا أن يأتني وسط الأخبار التي لا تحمل من الوطن إلا الانكسارات والخيبات لأحلامنا وأمانينا أخبار تزيد فضاء روحنا عتمة وتشاؤما . أن يأتيني خبر الاحتفاء بجليل القيسي مبدعا وكاتبا أصيلا ، وإقامة أمسية واحتفالية تكريم لإنجازاته القصصية والمسرحية تحت اسم ( يوم جليل القيسي في كركوك ) من قبل جمعية الثقافة للجميع بكركوك بقاعة فندق ( الديوان)، أدارها الكاتب عدنان القطب وهو من الوجوه الثقافية المعروفة . ألقيت خلالها محاضرات وبحوث عن إنجازه الثقافي المتميز. حيث ألقى الكاتب والشاعر قحطان الهرمزي بحثا عن مجموعته القصصية ( معا في قارب واحد) ودراسة بعنوان ( السمات الشعرية في قصص جليل القيسي القصيرة جدا ). كما ألقى الباحث سنان عبدالعزيز عبدالرحيم صاحب رسالة الماجستير المعنونة (القصة القصيرة عند جليل القيسي - دراسة نفسية وفنية) ، دراسة بعنوان ( القصة القصيرة لدى جليل القيسي ). تخللت الأمسية عزفاً للموسيقار الأستاذ جليل الوندي لمقطوعة : عمر خوراساني للفيلسوف ( أبو نصر آوزلوغ الفارابي ) ، وكذلك قيام الفنان ياوز فائق بتمثيل مقطع من (مملكة الأنعكاسات الضوئية / رؤية خاصة) .. فيما قرأ الأديب المحامي علي شكور بياتلي بعضاً من قصصه القصيرة جداً المهداة إلى القيسي . ليلقي بعده الدكتور سامي النعيمي كلمة المشهد الثقافي في كركوك .. قبل أن يختتم الأستاذ الوندي الحفل بعزفه مجدداً للأغنية التركمانية التراثية : قلعه نن ديبينده بير داش اولايديم ليتني كنت حصاة في أسفل القلعة ( قلعة كركوك) وكم أسعدتني صور الأمسية ، وأنا أرى ابتسامة جليل القيسي وسعادته وهو بين محبيه ! أقول كما قلت في كتابة سابقة لي ( متى تزهو شوارع كركوك باسم مبدعيها ؟) ، متى ستحمل شوارع كركوك شذى أسماء محبيها الأوفياء من كتابها وشعرائها ؟ ومتى ستزهو تلك الشوارع باسم جليل القيسي وفاضل العزاوي وسركون بولص وعطا ترزي باشي وغيرهم ؟ أقول صدقا ان خبر الاحتفاء بجليل القيسي وتكريمه في مدينته كركوك ، أسعدني حقا، وأعاد إلى ذاكرتي صورة لقائي الأول بالقيسي في مساء كركوكي آخاذ ، حيث فتح لي باب بيته بتواضع الفنان المبدع ، وأنا لأزال مجرد مراهق يكتب القصة ، حين زرته مع صديقي العزيزين : حمزة حمامجي وإسماعيل إبراهيم اللذين كانا قد تعرفا عليه سابقا . تصرف معي في ذلك المساء بنبل وتواضع ،أطلع على إحدى تجاربي القصصية الساذجة . وقرأ لنا قصته التي لم يكن قد نشرها آنذاك ( أكس ديوس ماشينا ) ، وكأنه يريد ان يوميء لي وبدون أن يشعرني بالحرج ( هكذا تكتب القصة يا بن مردان ! ) . . توالت لقاءاتي معه بعد ذلك كثيرا ولم أجد عنده إلا السمو الرقي في السلوك والإبداع والتعامل اليومي مع الآخرين ، والتعالي عن الصغائر . ظل جليل القيسي بعيدا عن ولائم وزارة الإعلام في العهد البائد ، وبعيدا عن مكرمات القائد الضرورة. مخلصا لإبداعه ، منزويا في مملكته الضوئية يتابع الكتابة والإبداع بإصرار وجلد بصمت في مدينته كركوك . دون أن يحيد قيد أنملة عن وفائه لإبداعه وإخلاصه له. فاستحق بذلك أن تمتد شهرته إلى خارج مدينته ووطنه ، محتلا مكانة رصينة ومرموقة في ذهن المثقفين العرب ، دون أن يكون وراءه إلا موهبته الأصيلة التي لم تخذله قط . |
جليل القيسي ...حكواتي ارانجا وساحرها القديم | |
علي حسن الفواز ثمة ما يجعل الكثير من النقاد يقفون عند تجربة القاص جليل القيسي بنوع من التأمل العميق بحثا عن عوالمه الغامضة واسراره التي تصطنع لها شفرات خاصة وامكنة اكثر توهجا بالانسان الحالم والمتمرد ،،وهذا ما يمنح تجربة القيسي اغواء ،ليس باتجاه الكشف عن الخصائص السردية والبنيات الحكاية في كتاباته حسب بقدر ما يفضي الى (كشوفات) اخرى للزمن السياسي وارهاصاته واسئلته باعتبار ان القيسي جعل من هذا الزمن اطارا لكشف جوهر القمع والاقصاء الذي يواجهه الانسان بحثا عن حريته ووجوده .. • مدينة مشهورة في كركوك يسكنها العاملون في الشركات النفطية 1 د. شجاع العاني ..مجلة سردم العربي العدد12 ربيع 2006 2 قصة قصيرة نشرها جليل القيسي في مجلة الاقلام العدد 4 سنة 1998 3 د. مهند يونس / مجلة الاقلام العدد4 سنة 1 |
No comments:
Post a Comment